معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: وقال نسوة في المدينة ؛ يقال: "نسوة"؛ و"نسوة"؛ بالضم؛ والكسر؛ وقيل: تراود فتاها عن نفسه ؛ [ ص: 105 ] أي: عبدها؛ وغلامها؛ لأن استعمالهم كان للغلام المملوك أن يسمى "فتى"؛ قد شغفها حبا ؛ أي: "بلغ حبه إلى شغاف قلبها"؛ وفي الشغاف ثلاثة أقوال: قال بعضهم: "الشغاف": غلاف القلب؛ وقيل: هو داء يكون في الجوف؛ في الشراسيف؛ وأنشدوا:


وقد حال هم دون ذلك داخل دخول الشغاف تبتغيه الأصابع



وقد قرئت: "شعفها"؛ بالعين؛ ومعنى "شعفها": ذهب بها كل مذهب؛ مشتق من "شعفات الجبال"؛ أي: "رؤوس الجبال"؛ فإذا قلت: "فلان مشعوف بكذا"؛ فمعناه أنه قد ذهب به الحب أقصى المذاهب.

التالي السابق


الخدمات العلمية