فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا ؛ المعنى: خلصوا يتناجون؛ أي: خلصوا متناجين؛ فيما يعملون في ذهابهم إلى أبيهم؛ وليس معهم أخوهم؛ و"نجي"؛ لفظ واحد في معنى جمع؛ وكذلك
وإذ هم نجوى ؛ ويجوز "قوم نجي"؛ و"قوم نجوى"؛ و"قوم أنجية"؛ قال الشاعر:
إني إذا ما القوم صاروا أنجية
واختلف القول اختلاف الأرشية
هناك أوصيني ولا توصي بيه
ومعنى "خلصوا": انفردوا؛ وليس معهم أخوهم.
وقوله - عز وجل -:
ومن قبل ما فرطتم في يوسف ؛ أجود الأوجه أن يكون "ما"؛ لغوا؛ فيكون المعنى: "ومن قبل فرطتم في
يوسف" ؛ ويجوز أن يكون "ما"؛ في موضع رفع؛ فيكون المعنى: "ومن قبل
[ ص: 125 ] تفريطكم في
يوسف" ؛ أي: "وقع تفريطكم في
يوسف "؛ ويجوز أن يكون "ما"؛ في موضع نصب؛ نسقا على "أن"؛ المعنى: "ألم تعلموا أن أباكم؛ وتعلموا تفريطكم في
يوسف ؟"؛
فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي ؛ أي: لن أبرح أرض
مصر ؛ وإلا فالناس كلهم على الأرض؛
أو يحكم الله لي ؛ نسق على "حتى يأذن"؛ ويجوز أن يكون "أو"؛ على جواب "لن"؛ المعنى: "لن أبرح الأرض حتى يحكم الله لي".