وقوله:
ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ؛ قوله: " بها " ؛ هذه الهاء ترجع على الملة؛ لأن إسلامه هو إظهار طريقته وسنته؛ ويدل على قوله:
ومن يرغب عن ملة إبراهيم ؛ قوله:
إن الله اصطفى لكم الدين ؛ وإنما كسرت " إن " ؛ لأن معنى " وصى " ؛ و " أوصى " : قول: المعنى: قال لهم: إن الله اصطفى لكم الدين؛ و " وصى " ؛ أبلغ من " أوصى " ؛ لأن " أوصى " ؛ جائز أن يكون قال لهم مرة واحدة؛ و " وصى " ؛ لا يكون إلا لمرات كثيرة. وقوله - عز وجل -:
فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ؛
[ ص: 212 ] إن قال قائل: كيف ينهاهم عن الموت؛ وهم إنما يماتون؟ فإنما وقع هذا على سعة الكلام؛ وما تكثر استعماله العرب؛ نحو قولهم: " لا أرينك ههنا " ؛ فلفظ النهي إنما هو للمتكلم؛ وهو في الحقيقة للمكلم؛ المعنى: " لا تكونن ههنا؛ فإن من كان ههنا رأيته " ؛ والمعنى في الآية: " الزموا الإسلام " ؛ فإذا أدرككم الموت صادفكم مسلمين " .