معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ثم زادهم من البرهان؛ فقال: وفي الأرض قطع متجاورات ؛ يروى في التفسير أنها تتجاور؛ بعضها عامر؛ وبعضها غير عامر؛ وكذا في التفسير أيضا أن معناه: "قطع متجاورات"؛ وجنات من أعناب ؛ الأجود رفع "جنات"؛ المعنى: "وفي الأرض قطع متجاورات؛ وبينها جنات".

ويجوز النصب في "جنات"؛ ويقرأ "وجنات من أعناب"؛ المعنى: "جعل فيها رواسي؛ وجعل فيها جنات من أعناب"؛ ويجوز أن يكون "وجنات"؛ خفضا؛ ويكون نسقا على "كل"؛ المعنى: "ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين؛ [ ص: 138 ] ومن جنات من أعناب"؛ وزرع ؛ فأما "وزرع"؛ فيجوز فيه الرفع؛ والخفض؛ وكذلك صنوان وغير صنوان ؛ و"الصنوان": جمع "صنو"؛ و"صنو"؛ ومعنى "الصنوان": أن يكون الأصل واحدا؛ وفيه النخلتان؛ والثلاث؛ والأكثر.

ويجوز في جمع "صنو"؛ "أصناء"؛ مثل "عدل"؛ و"أعدال"؛ وكذلك "صنو"؛ فإذا كثرت فهي "الصني"؛ و"الصني"؛ يسقى بماء واحد ؛ ويجوز "تسقى"؛ بالتاء؛ بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ؛ و"الأكل": الثمر الذي يؤكل.

ويجوز؛ "ويفضل بعضها على بعض"؛ لأنه جرى ذكر الله؛ فالمعنى: "يفضل الله"؛ وكذلك إذا قال: "ونفضل"؛ بالنون؛ لأن الإخبار عن الله بلفظ الجماعة؛ كما قال: إنا نحن نحيي ونميت ؛ وهذا خوطب به العرب؛ لأنهم يستعملون فيمن يبجلونه لفظ الجماعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية