وقوله - عز وجل -:
وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم أي: بلغة قومه؛ ليعقل عنه قومه؛
فيضل الله من يشاء ؛ الرفع هو الوجه؛ وهو الكلام؛ وعليه القراءة؛ والمعنى: إنما وقع الإرسال للبيان؛ لا للإضلال؛ ويجوز النصب على وجه بعيد؛ فيكون "ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي"؛ ويكون سبب الإضلال الصيرورة إليه؛ كما قال:
فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ؛ أي: التقطوه؛ فآل ذلك إلى أن صار لهم عدوا وحزنا؛ ولم يلتقطوه هم ليكون لهم عدوا وحزنا؛ وكذلك يكون: "فيضل الله من يشاء"؛ أي: "فيؤول الأمر إلى أن يضلوا فيضلهم الله"؛ والقول الأول هو القول؛ وعليه القراءة.