معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى ؛ كأنهم قالوا لهم: بأي الحجتين تتعلقون في أمرنا؟ أبالتوحيد؟ فنحن موحدون؛ أم باتباع دين الأنبياء؟ فنحن متبعون. وقوله - عز وجل -: قل أأنتم أعلم أم الله ؛ تأويله أن النبي الذي أتانا بالآيات المعجزات؛ وأتاكم بها؛ أعلمكم؛ وأعلمنا أن الإسلام دين هؤلاء الأنبياء.

و " الأسباط " ؛ هم الذين من ذرية الأنبياء؛ والأسباط اثنا عشر سبطا؛ وهم ولد يعقوب - عليه السلام -؛ ومعنى " السبط " ؛ في اللغة: الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد؛ و " السبط " ؛ في اللغة: الشجرة؛ فالسبط: الذين هم من شجرة واحدة. [ ص: 218 ] وقوله: ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ؛ يعني بهم هؤلاء الذين هم علماء اليهود؛ لأنهم قد علموا أن رسالة النبي حق؛ وإنما كفروا حسدا؛ كما قال الله - عز وجل -؛ وطلبا لدوام رياستهم؛ وكسبهم؛ لأنهم كانوا يتكسبون بإقامتهم على دينهم؛ فقيل: ومن أظلم ممن كتم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؟! ولا أحد أظلم منه؛ وقوله: وما الله بغافل عما تعملون ؛ يعني: من كتمانكم ما علمتموه من صحة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية