ثم أعلمهم (تعالى) أنهم إذا وردت عليهم الآية المعجزة قالوا: سحر؛ وقالوا: سكرت أبصارنا؛ كما قالوا حين انشق القمر: هذا سحر مستمر ؛ فقال - عز وجل -:
ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ؛ ويقرأ: "يعرجون"؛ أي: يصعدون؛ ويذهبون؛ ويجيئون؛ ويصلح أن يكون
[ ص: 175 ] "يعرجون"؛ للملائكة؛ والناس؛ وقد جاء بهما التفسير؛
لقالوا إنما سكرت أبصارنا ؛ و"سكرت"؛ ويجوز "سكرت"؛ بفتح السين؛ ولا تقرأن بها؛ إلا أن تثبت بها رواية صحيحة؛ وفسروا "سكرت": أغشيت؛ و"سكرت": تحيرت؛ وسكنت عن أن تنظر؛ والعرب تقول: "سكرت الريح؛ تسكر"؛ إذا سكنت؛ وكذلك "سكر الحر؛ يسكر"؛ قال الشاعر:
جاء الشتاء واجثأل القبر وجعلت عين الحرور تسكر