لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ؛ هذه الآية آية عظيمة في تفضيل النبي - عليه السلام -؛ أعني قوله - سبحانه -: "لعمرك"؛ جاء في التفسير أنه قسم بحياة
محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ كذلك أكثر التفسير.
وقد جاء في بعض التفسير: "لعمرك"؛ كلمة من كلام العرب؛ ولست أحب هذا التفسير؛ لأن قوله: "كلمة من كلام العرب"؛ لا فائدة فيه؛ لأن القرآن كله عربي مبين؛ وكلمه من كلام العرب ؛ فلا بد من أن يقال: ما معناها؟ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ؛
nindex.php?page=showalam&ids=14248والخليل ؛ وجميع أهل اللغة: "العمر"؛ و"العمر"؛ بمعنى واحد؛ فإذا استعمل في القسم فتح أوله لا غير؛ لا تقول العرب إلا: "لعمرك"؛ وإنما آثروا الفتح في القسم؛ لأن الفتح أخف عليهم؛ وهم يكثرون القسم بـ "لعمري"؛ و"لعمرك"؛ فلما كثر استعمالهم إياه لزموا الأخف عليهم.
[ ص: 184 ] وقال النحويون: ارتفع "لعمرك"؛ بالابتداء؛ والخبر محذوف؛ المعنى: "لعمرك قسمي"؛ و"لعمرك ما أقسم به"؛ وحذف الخبر لأن في الكلام دليلا عليه؛ المعنى: "أقسم إنهم لفي سكرتهم يعمهون"؛ ومعنى "يعمهون": يتحيرون؛ وباب القسم قد يحذف معه الفعل؛ تقول: "والله لأفعلن"؛ و"تالله لأفعلن"؛ والمعنى: أحلف بالله؛ و"أحلف والله"؛ فيحذف "أحلف"؛ لعلم المخاطب بأنك حالف؛ وكذلك يحذف خبر الابتداء؛ كما ذكرنا.