[ ص: 188 ] [ ص: 189 ] سورة "النحل"
مكية سوى ثلاث آيات من آخرها؛ فإنهن نزلن بين
مكة ؛
والمدينة .
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله (تعالى):
أتى أمر الله فلا تستعجلوه ؛ "أمر الله": ما وعدهم الله به من المجازاة على كفرهم من أصناف العذاب؛ والدليل على ذلك قوله:
حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ؛ أي: جاء ما وعدناهم به؛ وكذلك قوله:
أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا ؛ وذلك أنهم استعجلوا العذاب؛ واستبطؤوا أمر الساعة؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أتى؛ كما قال:
اقتربت الساعة وانشق القمر ؛ وكما قال:
وما أمر الساعة إلا كلمح البصر
وقوله:
سبحانه وتعالى عما يشركون ؛ معناه: تنزيهه من السوء؛ كذلك جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وكذلك
[ ص: 190 ] فسره أهل اللغة؛ قالوا: معناه: تنزيه الله من السوء؛ وبراءة الله من السوء ؛ قال الشاعر:
أقول لما جاء في فخره سبحان من علقمة الفاجر
أي: براءة منه.