وقوله - عز وجل -:
ولكل وجهة هو موليها ؛ يقال: " هذه جهة " ؛ و " وجهة " ؛ و " وجهة " ؛ وكذلك يقال: " ضعة " ؛ و " وضعة " ؛ و " ضعة " ؛ وقيل في قوله: " هو موليها؛ قولان: قال بعض أهل اللغة - وهو أكثر القول -: " هو لكل " : المعنى: " هو موليها وجهه " ؛ أي: وكل أهل وجهة هم الذين ولوا وجوههم إلى تلك الجهة؛ وقد قرئ أيضا: " هو مولاها " ؛ وهو حسن؛ وقال قوم: أي: الله - على ما يزعمون - يولي أهل كل ملة القبلة التي يريد؛ وكلا القولين جائز؛ والله أعلم؛ وقوله - عز وجل -:
فاستبقوا الخيرات ؛
[ ص: 226 ] أي: فبادروا إلى القبول من الله - عز وجل -؛ وولوا وجوهكم حيث أمركم أن تولوا.
وقوله - عز وجل -:
أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا ؛ أي: يرجعكم إليه؛
إن الله على كل شيء قدير ؛ فتوفون ما عملتم؛ و " أينما " ؛ تجزم ما بعدها؛ لأنها إذا وصلت ب " ما " ؛ جزمت ما بعدها؛ وكان الكلام شرطا؛ وكان الجواب جزما كالشرط؛ وإن كانت استفهاما - نحو: " أين زيد " - فإن أجبته أجبت بالجزم؛ تقول: " أين بيتك أزرك " ؛ المعنى: " إن أعرف بيتك أزرك " ؛ وزعم بعض النحويين أن قوله:
هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؛ جوابه: " يغفر لكم " ؛ وهذا خطأ؛ لأنه ليست بالدلالة تجب المغفرة؛ إنما تجب المغفرة بقبولهم ما يؤدي إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ولكن " يغفر لكم ذنوبكم " ؛ جواب
تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون ؛ فإنه أمر في لفظ خبر؛ المعنى: آمنوا بالله ورسوله؛ وجاهدوا؛ يغفر لكم.