معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين ؛ وتقرأ: "تتفيأ ظلاله"؛ سجدا ؛ منصوب على الحال؛ وهم داخرون ؛ ومعنى "داخرون": صاغرون؛ وهذه الآية فيها نظر؛ وتأويلها - والله أعلم - أن كل ما خلق الله من جسم؛ وعظم؛ ولحم؛ ونجم؛ وشجر؛ خاضع لله ؛ ساجد؛ والكافر إن كفر بقلبه؛ ولسانه؛ وقصده؛ فنفس جسمه؛ وعظمه؛ ولحمه؛ وجميع الشجر؛ والحيوان؛ خاضعة لله؛ ساجدة.

والدليل على ذلك قوله: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ؛ روي عن ابن عباس أنه قال: الكافر يسجد لغير الله؛ وظله يسجد لله ؛ وتأويل الظل تأويل الجسم الذي عنه الظل.

وقوله: وهم داخرون ؛ أي: هذه الأشياء مجبولة على الطاعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية