وقوله:
ويجعلون لله ما يكرهون ؛ أي: يجعلون لله البنات اللاتي يكرهونهن.
وقوله:
وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى ؛ "أن"؛ بدل من "الكذب"؛ المعنى: وتصف ألسنتهم أن لهم الحسنى؛ أي: يصفون أن لهم - مع فعلهم هذا القبيح - من الله - جل ثناؤه - الجزاء الحسن.
وقوله:
لا جرم أن لهم النار ؛ "لا"؛ رد لقولهم؛ المعنى - والله أعلم -: ليس ذلك كما وصفوا؛ "جرم أن لهم النار"؛ المعنى: "جرم فعلهم هذا أن لهم النار"؛ أي: "كسب فعلهم أن لهم النار"؛ وقيل: إن "أن"؛ في موضع رفع؛ ذكر ذلك
قطرب ؛ وقال: المعنى أن لهم النار.
وأنهم مفرطون ؛ فيها أربعة أوجه: "مفرطون"؛ بإسكان الفاء؛ وفتح الراء؛ و"مفرطون"؛ بفتح الفاء؛ وتشديد الراء؛ وبفتحها؛ و"مفرطون"؛ بإسكان الفاء؛ وكسر الراء؛ و"مفرطون"؛ بفتح الفاء؛ وتشديد الراء؛ وكسرها؛ فأما تفسير "مفرطون"؛ و"مفرطون"؛ فجاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : "متروكون"؛ وقيل عنه: "معجلون".
ومعنى "الفرط"؛ في اللغة: التقدم؛ و"قد فرط إلي منه قول"؛ أي:
[ ص: 208 ] تقدم؛ فمعنى "مفرطون": مقدمون إلى النار؛ وكذلك "مفرطون"؛ ومن فسر: "متروكون"؛ فهو كذلك؛ أي: قد جعلوا مقدمين في العذاب أبدا؛ متروكين فيه؛ ومن قرأ: "مفرطون"؛ فالمعنى أنه وصف لهم بأنهم فرطوا في الدنيا؛ فلم يعملوا فيها للآخرة؛ وتصديق هذه القراءة قوله:
أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ؛ ومن قرأ: "مفرطون"؛ فالمعنى على أنهم أفرطوا في معصية الله؛ كما تقول: "قد أفرط فلان في مكروهي"؛ وتأويله أنه آثر العجز؛ وقدمه.