وقوله:
والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا ؛ أي: منكم من يكبر؛ ويسن حتى يذهب عقله خرفا؛ فيصير بعد أن كان عالما جاهلا؛ والمعنى - والله أعلم -: "لكيلا يعلم بعد علم شيئا"؛ أي: ليريكم من قدرته أنه كما قدر على إماتته وإحيائه أنه قادر على نقله من العلم إلى الجهل ؛ وأعلم - عز وجل - أن الموت والحياة بيده ؛ وأن الإنسان قد
[ ص: 212 ] يتغذى بالأغذية التي يتعمد فيها الغاية في الصلاح؛ والبقاء؛ فلا يقدر أن يزيد في مقدار مدته شيئا.