وقوله - عز وجل -:
بشيء من الخوف والجوع ؛ ولم يقل: " بأشياء " ؛ فإنما جاء على الاختصار؛ والمعنى يدل على أنه: " وشيء من الخوف وشيء من الجوع وشيء من نقص الأموال والأنفس " ؛ وإنما جعل الله هذا
[ ص: 231 ] الابتلاء؛ لأنه أدعى لمن جاء بعد الصحابة؛ ومن كان في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إلى اتباعهم؛ لأنهم يعلمون أنه لا يصبر على هذه الأشياء إلا من قد وضح له الحق؛ وبان له البرهان؛ والله - عز وجل - يعطيهم ما ينالهم من المصائب في العاجل؛ والآجل؛ وما هو أهم نفعا لهم؛ فجمع بهذا الدلالة على البصيرة؛ وجوز الثواب للصابرين على ذلك الابتلاء؛ فقال - عز وجل -:
وبشر الصابرين ؛ بالصلاة عليهم من ربهم؛ والرحمة؛ وبأنهم المهتدون؛ فقال - عز وجل -:
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله ؛ أي: نحن وأموالنا لله؛ ونحن عبيده؛ يصنع بنا ما شاء؛ وفي ذلك صلاح لنا وخير؛
وإنا إليه راجعون ؛ أي: نحن مصدقون بأنا نبعث؛ ونعطى الثواب على تصديقنا؛ والصبر على ما ابتلانا به.