وقوله:
ذرية من حملنا مع نوح ؛ القراءة بنصب "ذرية"؛ وقرأ بعضهم: "ذرية"؛ بكسر الذال؛ والضم أكثر؛ و"ذرية": "فعلية"؛ من "الذر"؛ وهي منصوبة على النداء؛ كذا أكثر الأقوال؛ المعنى: "يا ذرية من حملنا مع
نوح "؛ وإنما ذكروا بنعم الله عندهم أنه أنجى أبناءهم من الغرق؛ بأنهم حملوا مع
نوح .
ويجوز النصب على معنى "ألا تتخذوا ذرية من حملنا مع
نوح من دوني وكيلا"؛ فيكون الفعل تعدى إلى الذرية؛ وإلى الوكيل؛ تقول: "اتخذت زيدا وكيلا"؛ ويجوز
ألا تتخذوا من دوني وكيلا ؛ على معنى:
وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح
ويجوز الرفع في "ذرية"؛ على البدل من الواو؛ والمعنى:
ألا تتخذوا من دوني وكيلا ؛ أي: لا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية"؛ ولا تقرأن بها إلا أن تثبت بها
[ ص: 227 ] رواية صحيحة؛ فإن القراءة سنة؛ لا يجوز أن تخالف بما يجوز في العربية.