[ ص: 230 ] وقوله:
وجعلنا الليل والنهار آيتين ؛ أي: علامتين؛ يدلان على أن خالقهما واحد؛ ليس كمثله شيء؛ وتدلان على عدد السنين والحساب ؛
فمحونا آية الليل ؛ أي: جعلنا آية الليل دليلة عليه بظلمته؛
وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ؛ أي: جعلناها تضيء لكم لتبصروا كيف تصرفون في أعمالكم؛
ولتعلموا عدد السنين والحساب ؛ ويروى أن القمر كان في ضياء الشمس؛ فمحا الله ضياءه بالسواد الذي جعل فيه.
وكل شيء فصلناه تفصيلا ؛ أي: بيناه تبيينا لا يلتبس معه بغيره؛ والاختيار النصب في "كل"؛ المعنى في النصب: "لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين؛ وفصلنا كل شيء تفصيلا"؛ و"كل"؛ منصوب بفعل مضمر؛ الذي ظهر يفسره؛ وهو "فصلناه"؛ ويجوز "وكل شيء فصلناه تفصيلا"؛ وكذلك النصب والرفع في قوله:
وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ؛ إلا أني لا أعلم أحدا قرأ بالرفع.
وجاء في التفسير: "طائره"؛ أي: "خيره؛ وشره"؛ وهو - والله أعلم - ما يتطير من مثله من شيء عمله؛ كما قال:
ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ؛ وكما يقال للإنسان: "إثمي في عنقك"؛ وإنما يقال للشيء اللازم له: "هذا في عنق الإنسان"؛ أي: لزومه له كلزوم القلادة له من بين ما يلبس في العنق؛
ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ؛
[ ص: 231 ] وفي هذه أربعة أوجه: "وتخرج له"؛ "ويخرج له"؛ أي: "ويخرج الله له"؛ "ويخرج له"؛ أي: "ويخرج عمله له يوم القيامة كتابا"؛ وكذلك "يخرج له عمله يوم القيامة"؛
كتابا يلقاه منشورا ؛ منصوب على الحال.