وقوله:
من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ؛ أي: من كان يريد العاجلة بعمله؛ أي: الدنيا؛ عجل الله لمن أراد أن يعجل له ما يشاء الله؛ أي: ليس ما يشاء هو؛ و"ما يشاء"؛ بمعنى "ما نشاء"؛ ويجوز أن يكون المضمر في "نشاء"؛ "من"؛ المعنى: "عجلنا للعبد ما يشتهيه"؛ إذا أراد الله ذلك.
وقوله:
ثم جعلنا له جهنم ؛ لأنه لم يرد الله بعمله؛
يصلاها مذموما ؛ و"مذؤوما"؛ في معنى واحد؛
مدحورا ؛ أي: مباعدا من رحمة الله؛ يقال: "دحرته؛ أدحره؛ دحرا؛ ودحورا"؛ إذا باعدته عنك؛ ثم أعلم الله - عز وجل - أن يعطي المسلم؛ والكافر؛ وأن يرزقهما جميعا؛ فقال:
كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ؛ أي: نمد المؤمنين؛ والكافرين؛ من عطاء ربك.