وقوله:
وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ؛ قال أهل اللغة: معنى "مستورا"؛ ههنا: في موضع "ساترا"؛ تأويل الحجاب - والله أعلم -: الطبع الذي على قلوبهم؛ ويدل على ذلك قوله:
وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ؛ و"الأكنة": جمع "كنان"؛ وهو ما ستر؛
[ ص: 243 ] ومعنى "أن يفقهوه"؛ كراهة أن يفقهوه؛ وقيل: معناه: ألا يفقهوه؛ والمعنيان واحد؛ غير أن "كراهة"؛ أجود في العربية؛ وقيل:
جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ؛ "الحجاب": منع الله إياهم من النبي - عليه السلام -؛ ويجوز أن يكون "مستورا"؛ على غير معنى "ساترا"؛ فيكون الحجاب ما لا يرونه؛ ولا يعلمونه؛ من الطبع على قلوبهم.
وفي آذانهم وقرا ؛ "الوقر": ثقل السمع؛ و"الوقر": أن يحمل الإنسان وقره.
وقوله:
ولوا على أدبارهم نفورا ؛ "نفورا"؛ يحتمل مذهبين؛ أحدهما المصدر؛ المعنى: "ولوا نافرين نفورا"؛ ويجوز أن يكون "نفورا"؛ جمع "نافر"؛ فيكون "نافر"؛ و"نفور"؛ مثل: "شاهد"؛ و"شهود".