وقوله:
قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم ؛ أكثر ما جاء في التفسير في قوله:
أو خلقا مما يكبر في صدوركم ؛ أن هذا الخلق هو الموت؛ وقيل: "خلقا مما يكبر في صدوركم"؛ نحو: السماوات؛ والأرض؛ والجبال؛ ومعنى هذه الآية فيه لطف؛ وغموض؛ لأن القائل يقول: كيف يقال لهم: كونوا حجارة أو حديدا؛ وهم لا يستطيعون ذلك؟! .
فالجواب في ذلك أنهم كانوا يقرون أن الله - جل ثناؤه - خالقهم؛ وينكرون أن الله يعيدهم خلقا آخر؛ فقيل لهم: استشعروا أنكم لو خلقتم من حجارة؛ أو حديد؛ لأماتكم الله؛ ثم أحياكم؛ لأن القدرة التي بها أنشأكم - وأنتم مقرون أنه أنشأكم بتلك القدرة - بها يعيدكم؛ ولو كنتم حجارة؛ أو حديدا؛ أو كنتم الموت الذي هو أكبر الأشياء في صدوركم.
وقوله:
فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ؛ أي: فسيحركون رؤوسهم تحريك من يبطل الشيء ويستبطئه؛
ويقولون متى هو ؛
[ ص: 245 ] يقال: "أنغضت رأسي - إذا حركته -؛ أنغضه؛ إنغاضا"؛ و"نغضت السن؛ تنغض نغضا"؛ و"نغض برأسه؛ ينغض؛ نغضا"؛ إذا حركه؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=15876العجاج :
أسك نغضا لا يني مستهدجا