وقوله - عز وجل -:
وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو ؛ أخبر - عز وجل - بوحدانيته؛ ثم أخبر بالاحتجاج في الدلالة على أنه واحد؛ فقال:
[ ص: 237 ] إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنـزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ؛ فهذه الآيات تدل على أنه واحد - عز وجل - فأما الآية في أمر السماء فمن أعظم الآية؛ لأنها سقف بغير عمد؛ والآية في الأرض عظيمة فيما يرى من سهلها؛ وجبلها؛ وبحارها؛ وما فيها من معادن الذهب؛ والفضة؛ والرصاص؛ والحديد؛ اللاتي لا يمكن أحدا أن ينشئ مثلها؛ وكذلك في تصريف الرياح؛ وتصريفها أنها تأتي من كل أفق؛ فتكون شمالا مرة؛ وجنوبا مرة؛ ودبورا مرة؛ وصبا مرة؛ وتأتي لواقح للسحاب؛ فهذه الأشياء وجميع ما بث الله في الأرض؛ دالة على أنه واحد؛ كما قال - عز وجل -:
وإلهكم إله واحد ؛ لا إله غيره؛ لأنه لا يأتي آت بمثل هذه الآيات إلا واحدا؛