وقوله:
إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ؛ يعني به السادة والأشراف؛
من الذين اتبعوا ؛ وهم الأتباع والسفلة؛
ورأوا العذاب ؛ يعنى به التابعون؛ والمتبوعون؛
وتقطعت بهم الأسباب ؛ أي: انقطع وصلهم الذي كان جمعهم؛ كما قال:
لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ؛ فبينهم: وصلهم؛ والذي تقطع بينهم في الآخرة كان وصل بينهم في الدنيا؛ وإنما ضمت الألف في قوله: " اتبعوا " ؛ لضمة التاء؛ والتاء ضمت علامة ما لم يسم فاعله؛ فإن قال قائل: فما لم يسم فاعله مضموم الأول؛ والتاء المضمومة في " اتبعوا " ؛ ثالثة؛ قيل: إنما يضم لما لم يسم فاعله الأول من
[ ص: 240 ] متحركات الفعل؛ فإذا كان في الأول ساكن اجتلبت له ألف الوصل؛ وضم ما كان متحركا؛ فكان المتحرك من " اتبعوا " ؛ التاء الثانية؛ فضمت دليلا على ترك الفاعل؛ وأيضا فإن في " اتبعوا " ؛ ألف وصل؛ دخلت من أجل سكون فاء الفعل؛ لأن مثاله من الفعل " افتعلوا " ؛ فالألف ألف وصل؛ ولا يبنى عليه ضمة الأول في فعل لم يسم فاعله؛ والفاء ساكنة؛ والساكن لا يبنى عليه؛ فلم يبق إلا الثالث؛ وهو التاء؛ فضمت علما للفعل الذي لم يسم فاعله؛ فكان الثالث لهذه العلة هو الأول.