وقوله:
قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي ؛ هذا جواب لقولهم:
لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا فأعلمهم الله - جل وعلا - أنهم لو ملكوا خزائن الأرزاق لأمسكوا شحا؛ وبخلا؛ فقال:
إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ؛ يعنى بالإنسان ههنا الكافر خاصة؛ كما قال - عز وجل -:
إن الإنسان لربه لكنود ؛
[ ص: 262 ] أي: لكفور؛
وإنه لحب الخير لشديد ؛ أي: من أجل حب الخير؛ وهو المال؛ لبخيل؛ فأما "أنتم"؛ فمرفوع بفعل مضمر؛ المعنى: "قل لو تملكون أنتم"؛ لأن "لو"؛ يقع بها الشيء لوقوع غيره؛ فلا يليها إلا الفعل؛ وإذا وليها الاسم؛ عمل فيها الفعل المضمر؛ ومثل ذلك من الشعر قول
المتلمس :
فلو غير أخوالي أرادوا نقيصتي جعلت لهم فوق العرانين ميسما
المعنى: لو أراد غير أخوالي؛ و"القتور": البخيل.