وقوله:
فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ؛ تأويله: "فلعلك مهلك نفسك"؛ وقال بعضهم: "قاتل نفسك"؛ والمعنى واحد؛ قال الشاعر:
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر
المعنى: "ألا أيهذا الذي أهلك الوجد نفسه"؛ ومعنى "على آثارهم"؛ أي: من بعدهم؛
إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ؛ يعنى بالحديث القرآن؛ و"أسفا"؛ منصوب؛ لأنه مصدر في موضع الحال؛
[ ص: 269 ] و"الأسف": المبالغة في الحزن؛ أو الغضب؛ يقال: "قد أسف الرجل؛ فهو أسيف؛ وآسف"؛ قال الشاعر:
أرى رجلا منهم أسيفا كأنما يضم إلى كشحيه كفا مخضبا