وقوله:
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؛ المعنى: "وقل: الذي أتيتكم به الحق من ربكم"؛
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؛ هذا الكلام ليس بأمر لهم؛ ما فعلوه منه فهم فيه مطيعون؛ ولكن كلام وعيد؛ وإنذار؛ قد بين بعده ما لكل فريق من مؤمن؛ وكافر؛ قال - عز وجل -:
إنا أعتدنا للظالمين نارا ؛ معنى "أعتدنا": جعلناها عتادا لهم؛ كما تقول: "جعلت هذا عدة لهذا"؛ و"العتاد": الشيء الثابت اللازم.
وقوله:
أحاط بهم سرادقها ؛
[ ص: 282 ] أي: صار عليهم سرادق من العذاب؛ و"السرادق": كل ما أحاط بشيء؛ نحو: "الشقة"؛ في المضرب؛ و"الحائط"؛ المشتمل على الشيء.
وقوله:
كالمهل ؛ يعني أنهم يغاثون بماء كالرصاص المذاب؛ أي: الصفر؛ والفضة؛ وكل ما أذبته من هذه الأشياء فهو "مهل"؛ وقيل: "المهل": دردي الزيت أيضا؛ وقيل: "المهل": صديد الجرح؛
يشوي الوجوه ؛ أي: إذا قدم ليشرب أشوى الوجه من حرارته؛
بئس الشراب وساءت مرتفقا ؛ "مرتفقا"؛ منصوب على التمييز؛ و"مرتفقا": منزلا؛ وقال أهل اللغة: "مرتفقا": متكأ؛ وأنشدوا.
إني أرقت فبت الليل مرتفقا كأن عيني فيها الصاب مذبوح