وقوله:
وإذ قال موسى لفتاه ؛ وإن شئت قلت بالإمالة؛ والكسر؛ وهي لغة
تميم ؛ وأهل
الحجاز يفتحون؛ ويفخمون؛ ويروى في التفسير أن فتاه
"يوشع بن نون" ؛
لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ؛ معنى "لا أبرح": "لا أزال"؛ ولو كان "لا أزول"؛ كان محالا؛ لأنه إذا لم يزل من مكانه؛ لم يقطع أرضا؛ ومعنى "لا أبرح"؛ في معنى: "لا أزال"؛ موجود في كلام العرب؛ قال الشاعر:
وأبرح ما أدام الله قومي على الأعداء منتطقا مجيدا
أي: لا أزال.
[ ص: 299 ] وإنما سمى فتاه لأنه كان يخدمه؛ والدليل على ذلك قول
موسى :
آتنا غداءنا
وقوله:
حقبا ؛ "الحقب": ثمانون سنة؛ وكان
مجمع البحرين الموضع الذي وعد فيه
موسى بلقاء
الخضر - عليه السلام -؛ وأحب الله - عز وجل - أن يعلم
موسى - وإن كان قد أوتي التوراة - أنه قد أوتي غيره من العلم أيضا ما ليس عنده؛ فوعد بلقاء
الخضر .