فلما بلغا مجمع بينهما ؛ يعنى به
موسى ؛
ويوشع ؛
نسيا حوتهما ؛ وكانت - فيما روي - سمكة مملوحة؛ وكانت آية
لموسى في الموضع الذي يلقى فيه
الخضر ؛
فاتخذ سبيله في البحر سربا ؛ أحيا الله السمكة حتى سربت في البحر؛ و"سربا"؛ منصوب على جهتين؛ على المفعول؛ كقولك: "اتخذت طريقي في السرب"؛ و"اتخذت طريقي مكان كذا وكذا"؛ فيكون مفعولا ثانيا؛ كقولك: "اتخذت زيدا وكيلا"؛ ويجوز أن يكون "سربا"؛ مصدرا يدل عليه "فاتخذ سبيله"؛ في البحر؛ فيكون المعنى: "نسيا حوتهما فجعل الحوت طريقه في البحر"؛ ثم بين كيف ذلك؛ فكأنه قال: "سرب الحوت سربا"؛ ومعنى "نسيا حوتهما"؛ كان النسيان من
يوشع أن يقدمه؛ وكان النسيان من
موسى أن يأمره فيه بشيء.