[ ص: 86 ] وقوله - عز وجل -:
في قلوبهم مرض ؛ معناه: نفاق؛ وقد يقال: السقم والمرض في البدن؛ وفي الدين؛ جميعا؛ كما يقال: الصحة في البدن؛ والدين؛ جميعا؛ فمعنى قوله: " مرض " ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : معناه: شك؛ ونفاق؛ والمرض في القلب يصلح لكل ما خرج به الإنسان عن الصحة في الدين؛ وقوله:
فزادهم الله مرضا ؛ فيه جوابان؛ قال بعضهم: زادهم الله بكفرهم؛ كما قال - عز وجل -:
بل طبع الله عليها بكفرهم ؛ وقال بعض أهل اللغة: فزادهم الله بما أنزل عليهم من القرآن؛ فشكوا فيه؛ كما شكوا في الذي قبله؛ قال: والدليل على ذلك قوله - عز وجل -:
وإذا ما أنـزلت سورة ؛ إلى قوله:
فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم ؛ وهذا قول بين واضح؛ والله أعلم. وقوله - عز وجل -:
ولهم عذاب أليم ؛ معناه: موجع؛ يصل وجعه إلى قلوبهم؛ وتأويل " أليم " ؛ في اللغة: مؤلم؛ قال الشاعر - وهو
عمرو بن معد يكرب الزبيدي -: [ ص: 87 ] أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع
معنى " السميع " : المسمع. وقوله - عز وجل -:
بما كانوا يكذبون ؛ ويقرأ: " يكذبون " ؛ فمن قرأ " " يكذبون " ؛ بالتخفيف؛ فإن كذبهم قولهم: إنهم مؤمنون؛ قال الله - عز وجل -:
وما هم بمؤمنين ؛ وأما " يكذبون " ؛ بالتثقيل؛ فمعناه: بتكذيبهم النبي - صلى الله عليه وسلم.