قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ؛ فلما رأى
موسى أن الخرق لم يدخل منه الماء؛ وأنه لم يضر من في السفينة؛
قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ؛ ومعنى "ترهقني": "تغشيني"؛ أي: عاملني باليسر؛ لا بالعسر.
وقوله:
حتى إذا لقيا غلاما فقتله ؛ معناه: فقتله
الخضر ؛
قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ؛
[ ص: 303 ] قالوا في "زكية": بريئة؛ أي: لم ير ما يوجب قتلها؛ و"نكرا"؛ أقل من قوله: "إمرا"؛ لأن تغريق من في السفينة كان عنده أنكر من قتل نفس واحدة؛ وقد قيل: إن "نكرا"؛ ههنا؛ معناه: "لقد جئت شيئا أنكر من الأمر الأول"؛ و"نكرا"؛ منصوب على ضربين؛ أحدهما معناه: "أتيت شيئا نكرا"؛ ويجوز أن يكون معناه: "جئت بشيء نكر"؛ فلما حذف الباء أفضى الفعل فنصب.