وقوله:
أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ؛ "مساكين": لا ينصرف؛ لأنه جمع لا يكون على مثال الواحد؛ وكذلك كل جمع نحو: "مساجد"؛ و"مفاتيح"؛ و"طوامير"؛ لا ينصرف كما ذكرنا؛ وقد بينا ذلك فيما تقدم؛ في باب ما لا ينصرف.
[ ص: 305 ] وقوله:
وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ؛ كان يأخذ كل سفينة لا عيب فيها غصبا؛ فإن كانت عائبة لم يعرض لها؛ و"وراءهم": خلفهم؛ هذا أجود الوجهين؛ ويجوز أن يكون كان رجوعهم في طريقهم عليه؛ ولم يكونوا يعلمون بخبره؛ فأعلم الله
الخضر خبره؛ وقيل: "كان وراءهم"؛ معناه: كان قدامهم؛ وهذا جاء في العربية؛ لأنه ما بين يديك؛ وما قدامك؛ إذا توارى عنك فقد صار وراءك؛ قال الشاعر:
أليس ورائي إن تراخت منيتي لزوم العصا تثنى عليها الأصابع