معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 328 ] وقوله - عز وجل -: فأشارت إليه ؛ أي: لما خاطبوها؛ أشارت إليه؛ بأن: "اجعلوا الكلام معه"؛ ودل على أنها أشارت إليه في الكلام قولهم: كيف نكلم من كان في المهد صبيا ؛ وفي هذا ثلاثة أوجه؛ قال أبو عبيدة : إن معنى "كان"؛ اللغو؛ المعنى: "كيف نكلم من في المهد صبيا؟!"؛ لأن كل رجل قد كان في المهد صبيا؛ ولكن المعنى: "كيف نكلم من في المهد صبيا؛ لا يفهم مثله؛ ولا ينطق لسانه بالكلم".

وقال قوم: إن "كان"؛ في معنى "وقع"؛ و"حدث"؛ المعنى على قول هؤلاء: "كيف نكلم صبيا قد خلق في المهد؟!"؛ وأجود الأقوال أن يكون "من"؛ في معنى الشرط والجزاء؛ فيكون المعنى: "من يكن في المهد صبيا - ويكون "صبيا"؛ حالا - فكيف نكلمه؟!"؛ كما تقول: "من كان لا يسمع ولا يعقل فكيف أخاطبه؟!".

وروي أن عيسى - عليه السلام - لما أومأت إليه اتكأ على يساره وأشار بسبابته؛ فقال: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت ؛ أي: معلما للخير؛ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ؛ ومعنى "الزكاة"؛ ههنا: الطهارة؛ "ما دمت حيا"؛ "دمت"؛ و"دمت"؛ جميعا.

التالي السابق


الخدمات العلمية