وقوله - عز وجل -:
قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم ؛ ولم يقل - ههنا -: "فألقوا فإذا حبالهم "؛ لأنه قد جاء في موضع آخر:
فألقوا حبالهم وعصيهم ؛ ويجوز في "عصي": "عصي"؛ والكسر أكثر؛ والأصل
[ ص: 366 ] الضم؛ إلا أن الكسر يثقل بعد الضم؛ فلذلك اختير كسر العين.
ويروى في التفسير أن السحرة كانوا يومئذ سبعين ألف ساحر؛ معهم سبعون ألف حبل؛ وسبعون ألف عصا؛ فأوحى الله إلى
موسى ؛ حين خيل إليه من سحرهم أنها تسعى؛ أن يلقي عصاه؛ فإذا هي ثعبان مبين فاغر فاه؛ فابتلع جميع تلك الحبال.
وقرئت:
فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ؛ وموضع "أن"؛ على هذه القراءة: رفع؛ المعنى: "يخيل إليه سعيها"؛ ويقرأ: "تخيل"؛ بالتاء؛ وموضع "أن"؛ على هذه القراءة يجوز أن يكون نصبا.
ويجوز أن يكون رفعا؛ فأما النصب فعلى معنى "تخيل إليه أنها ذات سعي"؛ ويجوز أن يكون مرفوعا على البدل؛ على معنى "تخيل إليه سعايتها"؛ وأبدل "أنها تسعى"؛ من المضمر في "تخيل"؛ لاشتماله على المعنى؛ ويكون "إليه"؛ الخبر؛ على هذا التقدير؛ ومثل ذلك ما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ؛ يقال: "ما لي بهم علم أمرهم"؛ أي: "ما لي علم بأمرهم"؛ ومثل ذلك من الشعر:
وذكرت تقتد برد مائها
المعنى: "وذكرت برد ماء تقتد".