وقوله - جل وعز -:
قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ؛ "يا ابن أم"؛ بفتح الميم؛ وإن شئت "يا ابن أم"؛ بكسر الميم؛ وفتحت "أم"؛ والموضع موضع جر؛ لأن "ابن"؛ و"أم"؛ جعلا اسما واحدا؛ فبني "ابن أم"؛ على الفتح؛ ومن قال: "يا ابن أم"؛ أضافه إلى نفسه؛ وفيها وجه ثالث: "يا ابن أمي لا تأخذ"؛ ولكنه لا يقرأ بها؛ ليست ثابتة الياء في المصحف؛ ومثل هذا من الشعر:
يا ابن أمي ويا شقيق نفسي أنت خليتني لدهر شديد
ولم يجئ هذا إلا في "ابن أم"؛ و"ابن عم"؛ وذلك أنه يقال لمن ليس بأخ لأم؛ ولا بأخ البتة: "يا ابن أم"؛ وكذلك يقال للأجنبي: "يا ابن عم"؛ فلما أزيل عن بابه بني على الفتح؛ وإن كان قد يقول القائل لأخيه من أمه أيضا: "يا ابن أم"؛ فإنما أدخل أخاه في جملة من يقول له: "يا ابن أم"؛ وقد قيل في
هارون إنه لم يكن أخا
موسى لأمه - والله أعلم.