وقوله - سبحانه -:
وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ؛ يجوز "وإنك"؛ بالكسر؛ "وأنك"؛ بالفتح؛ فإذا كسرت فعلى الاستئناف؛ وعطف جملة كلام على جملة؛ وإذا فتحت فعلى معنى "إن لك ألا تظمأ فيها"؛ فتنسق بـ "أنك"؛ على "ألا تجوع"؛ ويكون "أنك"؛ على هذا القول؛ في موضع نصب؛ ويجوز أن يكون في موضع رفع؛ والعطف على اسم "إن"؛ و"أن"؛ لأن معنى "إن زيدا قائم": "زيد قائم"؛ فالمعنى: "ذلك أنك لا تظمأ فيها"؛ ومعنى "لا تظمأ": لا تعطش؛ يقال: "ظمئ الرجل؛ يظمأ؛ ظمأ؛ فهو ظمآن"؛ بمعنى: عطشان؛ ومعنى "ولا تضحى": ولا تصيبك الشمس؛ ولا تبرز؛ يقال: "ضحى الرجل؛ يضحى"؛ إذا برز إلى الشمس؛ قال الشاعر:
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت فيضحى وأما بالعشي فيخصر
ومعنى "يخصر": يصيبه الخصر؛ وهو شدة البرد؛ وبلوغه الأطراف.