وقوله:
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ؛ أي: لا يسأل في القيامة عن حكمه في عباده؛ ويسأل عباده عن أعمالهم سؤال موبخ لمن يستحق التوبيخ؛ ومجازيا بالمغفرة لمن استحق ذلك؛ لأن الله - عز وجل - قد علم أعمال العباد؛ ولكن يسألهم إيجابا للحجة عليهم؛ وهو
[ ص: 389 ] قوله:
وقفوهم إنهم مسؤولون ؛ أي: سؤال الحجة التي ذكرنا؛ فأما قوله:
فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ؛ فهذا معناه: "لا يسأل عن ذنبه ليستعلم منه"؛ لأن الله قد علم أعمالهم قبل وقوعها؛ وحين وقوعها؛ وبعد وقوعها؛ " عالم الغيب والشهادة " .