معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
[ ص: 398 ] وقوله: أف لكم ولما تعبدون من دون الله ؛ يقرأ: "أف لكم"؛ بغير تنوين؛ و"أف"؛ بتنوين؛ ويجوز: "أف لكم"؛ و"أف لكم"؛ بالضم والتنوين؛ وبترك التنوين؛ ويجوز: "أف لكم"؛ بالفتح؛ فأما الكسر بغير تنوين؛ فلالتقاء الساكنين؛ وهما الفاءان في قوله: "أف"؛ وإنما أصل الكلمة السكون؛ لأنها بمنزلة الأصوات؛ وحذف التنوين لأنها معرفة؛ لا يجب إعرابها؛ وتفسيرها: "النتن لكم؛ ولما تعبدون"؛ فمن نون جعله نكرة بمنزلة "نتنا لكم ولما تعبدون من دون الله"؛ وكسر لأن أصل التقاء الساكنين الكسر؛ ولأن أكثر الأصوات مبني على الكسر؛ نحو قوله: "غاق"؛ و"جير"؛ و"أمس"؛ و"إيه"؛ ويجوز الفتح لالتقاء الساكنين؛ لثقل التضعيف والكسر؛ ويجوز الضم لضمة الألف؛ كما قالوا: "رد يا هذا"؛ و"رد"؛ و"رد"؛ بالكسر؛ ومن نون مع الضم فبمنزلة التنوين مع الكسر.

التالي السابق


الخدمات العلمية