وقوله:
وذا النون إذ ذهب مغاضبا ؛ "
ذا النون ":
يونس ؛ و"النون": السمكة؛ والمعنى: "واذكر ذا النون"؛ ويروى أنه ذهب مغاضبا قومه؛ وقيل: إنه ذهب مغاضبا ملكا من الملوك؛
فظن أن لن نقدر عليه ؛ أي: ظن أن لن نقدر عليه ما قدرناه من كونه في بطن الحوت؛ و"يقدر"؛ بمعنى: "يقدر"؛ وقد جاء هذا في التفسير؛ وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أنه قال: عبد أبق من ربه؛ وتأويل قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أنه هرب من عذاب ربه؛ لا أن
يونس ظن أن الهرب ينجيه من الله - عز وجل - ولا من قدره.
وقوله:
فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت ؛ في "الظلمات"؛ وجهان؛ أحدهما يعنى به ظلمة الليل؛ وظلمة البحر؛ وظلمة بطن الحوت؛ ويجوز أن يكون "نادى في الظلمات"؛ أن يكون أكثر دعائه وندائه كان في ظلمات الليل؛ والأجود التفسير الأول؛ لأنه في بطن الحوت لا أحسبه كان يفصل بين ظلمة الليل؛ وظلمة غيره؛ ولكنه أول ما صادف ظلمة الليل؛ ثم ظلمة البحر؛ ثم ظلمة بطن الحوت؛ وجائز أن يكون الظلمات اتفقت في وقت واحد؛ فتكون ظلمة بطن الحوت في الليل؛ والبحر؛ نهاية في الشدة.