وقوله:
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ؛ يفصل الله بين هذه الفرق الخمس؛ وبين المؤمنين.
فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ؛ والمؤمنون يدخلون الجنة؛ وهو قوله:
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ؛ وخبر "إن"؛ الأولى؛ جملة الكلام؛ مع "إن"؛ الثانية؛ وقد زعم قوم أن قولك: "إن زيدا إنه قائم"؛ رديء؛ وأن هذه الآية إنما صلحت في "الذي"؛ ولا فرق بين "الذي"؛ وغيره؛ في باب "إن"؛ إن قلت "إن زيدا إنه قائم"؛ كان جيدا؛ ومثله قول الشاعر:
[ ص: 418 ] إن الخليفة إن الله سربله
وليس بين البصريين خلاف في أن "إن"؛ تدخل على كل ابتداء وخبر؛ تقول: "إن زيدا هو قائم"؛ و"إن زيدا إنه قائم".