وقوله:
ذلك ومن يعظم حرمات الله ؛ وحرمات الله الحج؛ والعمرة؛ وسائر المناسك؛ وكل ما فرض الله فهو من حرمات الله؛ و"الحرمة": ما وجب القيام به؛ وحرم تركه؛ والتفريط فيه؛ وموضع "ذلك": رفع؛ المعنى: "الأمر ذلك".
وقوله:
وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم ؛ "ما"؛ في موضع نصب؛ أي: "إلا ما يتلى عليكم من الميتة؛ والدم؛ والمنخنقة؛ والموقوذة؛ وسائر ما تلي تحريمه.
وقوله:
فاجتنبوا الرجس من الأوثان ؛
[ ص: 425 ] "من"؛ ههنا؛ لتخليص جنس من أجناس؛ المعنى: "فاجتنبوا الرجس الذي هو وثن".
وقوله:
واجتنبوا قول الزور ؛ "الزور": الكذب؛ وقيل: إنه ههنا الشرك بالله .
وقيل أيضا: شهادة الزور؛ وهذا كله جائز؛ والآية تدل - والله أعلم - على أنهم نهوا أن يحرموا ما حرم أصحاب الأوثان؛ نحو قولهم:
ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ؛ ونحو نحرهم البحيرة؛ والسائبة؛ فأعلمهم الله أن الأنعام محللة إلا ما حرم الله منها؛ ونهاهم الله عن قول الزور؛ أن يقولوا: هذا حلال؛ وهذا حرام؛ ليفتروا على الله كذبا.