وقوله - عز وجل -:
ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ؛ قال أهل اللغة: " يشري نفسه " : يبيع نفسه؛ ومعنى بيعه نفسه بذلها في الجهاد في سبيل الله؛ قال الشاعر - في " شريت " ؛ بمعنى " بعت " -:
وشريت بردا ليتني ... من بعد برد كنت هامة
وقال أهل التفسير: هذا رجل كان يقال له "
nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب بن سنان " ؛ أراده المشركون مع نفر معه على ترك الإسلام؛ وقتلوا بعض النفر الذين كانوا معه؛ فقال لهم
nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب: " أنا شيخ كبير؛ إن كنت عليكم لم أضركم؛ وإن كنت معكم لم أنفعكم؛ فخلوني وما أنا عليه؛ وخذوا مالي " ؛ فقبلوا منه ماله؛ وأتى المدينة؛ فلقيه
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -؛ فقال له: " ربح البيع يا
nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب " ؛ فرد عليه: " وأنت فربح بيعك يا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر " ؛ وتلا الآية عليه.
[ ص: 279 ] ونصب " ابتغاء مرضاة الله " ؛ على معنى المفعول له؛ المعنى: يشريها لابتغاء مرضاة الله.