وقوله:
ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به "ذلك"؛ في موضع رفع؛ المعنى: "الأمر ذلك"؛ أي: الأمر ما قصصنا عليكم؛ قوله:
ومن عاقب بمثل ما عوقب به ؛ الأول لم يكن عقوبة؛ وإنما العقوبة الجزاء؛ ولكنه سمي عقوبة لأن الفعل الذي هو عقوبة كان جزاء فسمي الأول الذي جوزي عليه عقوبة؛ لاستواء الفعلين في جنس المكروه؛ كما قال - عز وجل -:
وجزاء سيئة سيئة مثلها ؛ فالأول "سيئة"؛ والمجازاة عليها حسنة من حسنات المجازي عليها؛ إلا أنها سميت سيئة بأنها وقعت إساءة بالمفعول به؛ لأنه فعل به ما يسوءه؛ وكذلك قوله:
مستهزئون الله يستهزئ بهم ؛ جعل مجازاتهم باستهزائهم مسمى بلفظ فعلهم؛ لأنه جزاء فعلهم.