وقوله - عز وجل -:
هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ؛ قال أهل اللغة: معناه: يأتيهم الله بما وعدهم من العذاب؛ والحساب؛ كما قال:
فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ؛ أي: أتاهم بخذلانه إياهم؛ و " ظلل " ؛ جمع " ظلة " ؛ و " الملائكة " ؛ تقرأ على وجهين: بالضم؛ والكسر؛ فمن قرأ: " الملائكة " ؛ بالرفع؛
[ ص: 281 ] فالمعنى: " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة؟ " ؛ والرفع هو الوجه المختار عند أهل اللغة في القراءة؛ ومن قرأ: " والملائكة " ؛ فالمعنى: " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وظلل من الملائكة؟ " ؛ ومعنى " وقضي الأمر " ؛ أي: فرغ لهم ما كانوا يوعدون؛ ومعنى
وإلى الله ترجع الأمور ؛ و " ترجع الأمور " - يقرآن جميعا -: " ترد " ؛ فإن قال قائل: " أليست الأمور - الآن وفي كل وقت - راجعة إلى الله - عز وجل؟ " ؛ فالمعنى في هذا: الإعلام في أمر الحساب والثواب والعقاب؛ أي: إليه تصيرون؛ فيعذب من يشاء؛ ويرحم من يشاء.