وقوله (تعالى):
إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ؛ معنى " الإفك " ؛ ههنا: الكذب؛ وقد سمي بعضهم في الآثار؛ ولم يسموا في
[ ص: 34 ] القرآن؛ فممن سمي "
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت " ؛ و "
nindex.php?page=showalam&ids=7927مسطح بن أثاثة " ؛ و "
عبد الله بن أبي " ؛ ومن النساء "
حمنة بنت جحش " ؛
لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ؛ وقيل: " لكم " ؛ والتي قصدت "
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة " - رحمها الله -؛ فقيل: " لكم " ؛ يعنى به " هي ومن بسببها؛ من النبي - صلى الله عليه وسلم -؛
وأبي بكر - رحمه الله " . وقوله:
والذي تولى كبره منهم ؛ ويقرأ: " كبره منهم " ؛
له عذاب عظيم ؛
[ ص: 35 ] فمن قرأ: " كبره " ؛ فمعناه: " من تولى الإثم في ذلك " ؛ ومن قرأ: " كبره " ؛ أراد: معظمه؛ ويروى أن
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت دخل على
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة؛ فقيل لها: أتدخلين هذا الذي قال الله - عز وجل - فيه:
والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ؟ فقالت: " أوليس قد ذهب بصره؟ " ؛ ويروى أنه أنشدها قوله في بيته:
حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له: " لكنك لست كذلك " ؛ وقوله (تعالى): " والخامسة أن غضب الله عليها " ؛ بتخفيف " أن " ؛ ورفع " غضب " ؛ على معنى: " أنه غضب الله عليها " ؛ ويجوز: " أن غضب الله عليها " ؛ وههنا " هاء " ؛ مضمرة؛ و " أن " ؛ مخففة من الثقيلة؛ المعنى: " أنه غضب الله عليها " ؛ و " أنه غضب الله عليها " ؛ قال الشاعر:
في فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كل من يحفى وينتعل
وجاء في التفسير في قوله:
لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ؛ أنه يعنى به
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة؛ nindex.php?page=showalam&ids=4262وصفوان بن المعطل؛ ويجوز " لكم " ؛ في معنى:
[ ص: 36 ] " لكما " ؛ والذي فسرناه أولا يتضمن أمر
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة؛ وصفوان؛ والنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وكل من بينه وبين
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة سبب؛ ويجوز أن يكون لكل من رمي بسبب.