وقوله (تعالى):
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم ؛ يقرأ بالضم؛ والكسر؛ ولكن الضم أكثر؛ فمن ضم فعلى أصل الجمع؛ يجمع: " بيت " ؛ و " بيوت " ؛ مثل " قلب " ؛ و " قلوب " ؛ و " فلس " ؛ و " فلوس " ؛ ومن قرأ بالكسر فإنما كسر للياء التي بعد الباء؛ وذلك عند البصريين رديء جدا؛ لأنه ليس في كلام العرب " فعول " ؛ بكسر الفاء؛ وقوله:
حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ؛
[ ص: 39 ] معنى " تستأنسوا " ؛ في اللغة: تستأذنوا؛ وكذلك هو في التفسير؛ و " الاستئذان " : الاستعلام؛ تقول: " آذنته بكذا " ؛ أي: أعلمته؛ وكذلك " آنست منه كذا وكذا " ؛ علمت منه؛ وكذلك؛
فإن آنستم منهم رشدا ؛ أي: علمتم؛ فمعنى " حتى تستأنسوا " : حتى تستعلموا؛ أيريد أهلها أن يدخلوا أم لا؛ والدليل على أنه الإذن قوله:
فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم