وقوله - عز وجل -:
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ؛ وإنما جاءت اللام لأن " وعدته بكذا أو كذا " ؛ و " وعدته لأكرمنه " ؛ بمنزلة " قلت " ؛ لأن الوعد لا ينعقد إلا بقول؛ ومعنى " ليستخلفنهم في الأرض " : أي: ليجعلنهم يخلفون من بعدهم من المؤمنين؛ فاستخلف الذين من قبلهم؛ وقرئت: " كما استخلف الذين من قبلهم " ؛
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ؛ يعني به الإسلام؛
وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ؛ وقرئت: " وليبدلنهم " ؛ وقوله:
يعبدونني لا يشركون بي شيئا ؛ يجوز أن يكون مستأنفا؛ ويجوز أن يكون في موضع الحال؛ على معنى " وعد الله المؤمنين في حال عبادتهم وإخلاصهم لله - عز جل - ليفعلن بهم " ؛ ويجوز أن يكون استئنافا على طريق الثناء عليهم؛ وتثبيتا؛ كأنه قال: " يعبدني المؤمنون لا يشركون بي شيئا " .