وقوله:
يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ؛ فأمر الله - عز وجل - بالاستئذان في الأوقات التي يتخلى فيها؛ ويتكشفون؛ وبينها فقال:
من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ؛ يعنى به العتمة؛ عشاء الآخرة؛ فأعلم أنها عورات؛ فقال
ثلاث عورات لكم ؛ على معنى: " هي ثلاث عورات لكم " ؛ وقرئت: " ثلاث عورات لكم " ؛ والإسكان أكثر؛ لثقل الحركة والواو؛ تقول: " طلحة " ؛ و " طلحات " ؛ و " جمرة " ؛ و " جمرات " ؛ ويجوز في " لوزة " ؛ " لوزات " ؛ بحركة الواو؛ والأجود: " لوزات " ؛ ويجوز: " ثلاث عورات " ؛ بالنصب؛ على معنى: " ليستأذنوكم ثلاث عورات " ؛ أي: " في أوقات ثلاث عورات " ؛ وقوله:
ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ؛ أي: ليس عليكم جناح ولا عليهم في ألا يستأذنوا بعد أن يمضي كل وقت من هذه.
[ ص: 53 ] وقوله (تعالى):
طوافون عليكم ؛ على معنى: " هم طوافون عليكم " ؛ وقوله:
بعضكم على بعض ؛ على معنى: " يطوف بعضكم على بعض " .