[ ص: 59 ] أو يلقى إليه كنـز أو تكون له جنة ؛ وإن شئت " أو يكون له جنة " ؛ ولا يجوز النصب في " يكون له " ؛ لأن " يكون " ؛ عطف على الاستفهام؛ المعنى: " لولا أنزل إليه ملك أو يلقى إليه كنز؛ أو تكون له جنة؟ " ؛ و " الجنة " : البستان؛ فأعلم الله - عز وجل - أنه لو شاء ذلك؛ وخيرا منه؛ لفعله؛ فقال:
تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ؛ أي: لو شاء لفعل أكثر مما قالوا؛ وقد عرض الله - عز وجل - على النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الدنيا؛ فزهد؛ وآثر أمر الآخرة؛ فأما " يجعل " ؛ فبالجزم؛ المعنى: " إن يشأ يجعل لك جنات؛ ويجعل لك قصورا " ؛ ومن رفع فعلى الاستئناف؛ المعنى: " وسيجعل لك قصورا " ؛ أي: " سيعطيك الله في الآخرة أكثر مما قالوا " ؛ وقوله:
أو تكون له جنة يأكل منها ؛ و " يأكل منها " .