وقوله - عز وجل -:
الطلاق مرتان ؛ " الطلاق " ؛ رفع بالابتداء؛ و " مرتان " ؛ الخبر؛ والمعنى: الطلاق الذي تملك فيه الرجعة مرتان؛ يدل عليه:
فإمساك بمعروف ؛ المعنى: فالواجب عليكم إمساك بمعروف؛ أو تسريح بإحسان؛ ولو كان في الكلام " فإمساكا بمعروف " ؛ كان جائزا؛ على " فأمسكوهن إمساكا بمعروف " ؛ كما قال - عز وجل -:
فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ؛ ومعنى " بمعروف " : بما يعرف من إقامة الحق في إمساك المرأة. وقوله - عز وجل -:
ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا ؛ أي: مما أعطيتموهن من مهر؛ وغيره. وقوله - عز وجل -:
إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ؛ قرئت: " يخافا " ؛ و " يخافا " ؛ بالفتح؛ والضم؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة وغيره: معنى
[ ص: 308 ] " إلا أن يخافا " : إلا أن يوقنا؛ وحقيقة قوله: " إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله " : أن يكون الأغلب عليهما؛ وعندهما؛ أنهما على ما ظهر منهما من أسباب التباعد الخوف في ألا يقيما حدود الله؛ ومعنى " حدود الله " : ما حده الله - جل وعز - مما لا تجوز مجاوزته إلى غيره؛ وأصل " الحد " ؛ في اللغة: المنع؛ يقال: " حددت الدار " ؛ و " حددت حدود الدار " ؛ أي: بنيت الأمكنة التي تمنع غيرها أن يدخل فيها؛ و " حددت الرجل " : أقمت عليه الحد؛ و " الحد " : هو الذي به منع الناس من أن يدخلوا فيما يجلب لهم الأذى؛ والعقوبة؛ ويقال: " أحدت المرأة على زوجها " ؛ و " حدت؛ فهي حاد؛ ومحد " ؛ إذا امتنعت عن الزينة؛ و " أحددت إليه النظر " ؛ إذا منعت نظري من غيره؛ وصرفته كله إليه؛ و " أحددت السكين إحدادا " ؛ قال الشاعر:
إن العبادي أحد فأسه ... فعاد حد فأسه برأسه
وإنما قيل للحديد: " حديد " ؛ لأنه أمنع ما يمتنع به؛ والعرب تقول للحاجب؛ والبواب؛ وصاحب السجن: " الحداد " ؛ وإنما قيل له: " حداد " ؛ لأنه يمنع من يدخل؛ ومن يخرج؛ وقول
الأعشى :
فقمنا ولما يصح ديكنا ... إلى خمرة عند حدادها
أي: عند ربها الذي منع منها؛ إلا بما يريد؛ ومعنى:
فلا تعتدوها " : أي: لا تجاوزوها.