وقوله - عز وجل -:
وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن ؛ أي: وقت انقضاء عدتهن؛
فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ؛ أي: اتركوهن حتى ينقضي تمام أجلهن؛ ويكن أملك بأنفسهن. وقوله - عز وجل -:
ولا تمسكوهن ضرارا ؛
[ ص: 310 ] أي: لا تمسكوهن وأنتم لا حاجة بكم إليهن؛ وقيل: إنه كان الرجل يطلق المرأة؛ ويتركها حتى يقرب انقضاء أجلها؛ ثم يراجعها إضرارا بها؛ فنهاهم الله عن هذا الإضرار بهن. وقوله - عز وجل -:
ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ؛ أي: عرضها لعذاب الله - عز وجل -؛ لأن إتيان ما نهى الله عنه تعرض لعذابه؛ وأصل " الظلم " : وضع الشيء في غير موضعه؛ وقد شرحنا ذلك. وقوله - عز وجل -:
ولا تتخذوا آيات الله هزوا ؛ أي: ما قد بينه لكم من دلالاته؛ وعلاماته في أمر الطلاق وغيره؛ وقيل في هذا قولان: قال بعضهم: كان الرجل يطلق؛ ويعتق؛ ويقول: " كنت لاعبا " ؛ فأعلم الله - عز وجل - أن فرائضه لا لعب فيها؛ وقال قوم: معنى " ولا تتخذوا آيات الله هزوا " : أي: لا تتركوا العمل بما حدد الله لكم؛ فتكونوا مقصرين لاعبين؛ كما تقول للرجل الذي لا يقوم بما يكلفه؛ ويتوانى فيه: " إنما أنت لاعب. "