ثم استثنى - عز وجل - الشعراء الذين مدحوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وردوا هجاء من هجاه وهجا المسلمين؛ فقال:
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا ؛ أي: لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله - عز وجل -؛ ولم يجعلوه همتهم؛ إنما ناضلوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيديهم؛ وألسنتهم؛ فهجوا من يستحق الهجاء؛ وأحق الخلق بالهجاء من كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهجاه؛ فقال:
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ؛ وجاء في التفسير أن الذين عنوا بـ " الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ؛
nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة الأنصاري؛ nindex.php?page=showalam&ids=331وكعب بن مالك؛ nindex.php?page=showalam&ids=144وحسان بن ثابت الأنصاري. وقوله:
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ؛ يعني أنهم ينقلبون إلى نار جهنم؛ يخلدون فيها؛ و " أي " ؛ منصوبة بقوله: " ينقلبون " ؛ لا بقوله: " وسيعلم " ؛ لأن " أي " ؛ وسائر الاستفهام؛ لا يعمل فيها ما قبلها.
[ ص: 106 ]