وقوله:
ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ؛ ويقرأ: " ألا يسجدوا " ؛ فمن قرأ بالتشديد؛ فالمعنى: " وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم ألا يسجدوا " ؛ أي: " فصدهم لئلا يسجدوا لله " ؛ وموضع " أن " ؛ نصب بقوله: " فصدهم " ؛ ويجوز أن يكون موضعها جرا؛ وإن حذفت اللام؛ ومن قرأ بالتخفيف فـ " ألا " ؛ لابتداء الكلام؛ والتنبيه؛ والوقوف عليه: " ألا يا " ؛ ثم يستأنف فيقول: " اسجدوا لله " ؛ ومن قرأ بالتخفيف فهو موضع سجدة من القرآن؛ ومن قرأ: " ألا يسجدوا " ؛ بالتشديد؛ فليس بموضع سجدة؛ ومثل قوله: " ألا يا اسجدوا " ؛ بالتخفيف؛ قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة: ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر
وقال
الأخطل: ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر ... تحية من صلى فؤادك بالجمر
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15876العجاج [ ص: 116 ] يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي ... بسمسم أو عن يمين سمسم
وإنما أكثرنا الشاهد في هذا الحرف كما فعل من قبلنا؛ وإنما فعلوا ذلك لقلة اعتياد العامة لدخول " يا " ؛ إلا في النداء؛ لا تكاد العامة تقول: " يا قد قدم زيد " ؛ ولا " يا اذهب بسلام " . وقوله:
لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ؛ كل ما خبأته فهو خبء؛ وجاء في التفسير أن الخبء ههنا القطر من السماء؛ والنبات من الأرض؛ ويجوز - وهو الوجه - أن يكون الخبء كل ما غاب؛ فيكون المعنى: " يعلم الغيب في السماوات والأرض " ؛ ودليل هذا قوله (تعالى):
ويعلم ما تخفون وما تعلنون